mardi 17 janvier 2012

خطبة الجمعة بر الوالدين



  خطبة بر الوالدين

إن الحمدَ لله ، نحمده حمدا يليقُ بجلالهِ وعظيمِ سلطانِه ، ونشكرُه ونتوبُ إليه ونستغفرُه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدَنا وحبيبَنا وقدوتَنا محمداً عبدُه ورسولُه وصفيُّه وخليلُه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً كثيراً إلى يوم لقائه . 

عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وأحذركم من عصيانِه ومخالفةِ أمرهِ: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران:102). 

أما بعد : فيا أيها الإخوة المؤمنون : جُبِلَتِ النفوسُ على حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إليها، وتَعلقتِ القلوبُ بمن كان له فَضْلٌ عليها ، وليس أعظم إحساناً ولا أكثر فضلا بعد الله سبحانه وتعالى مِنَ الوالدين، حيث قَرَنَ اللهُ حَقَّهُما بحقه، وشُكْرَهُما بشكره، وأوصى بهما إحسانا بعد الأمر بعبادته ، وذلك في أكثرَ من آية، يقولُ جلَّ شأنه: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) (الإسراء: 23)، ويقول تعالى : (وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ، وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (لقمان:14-15)،ويقول سبحانه: (وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً) (الأحقاف:15) . 

وقد أَخَذَ بهذه الوصيةِ الإلهيةِ الأنبياءُ عليهم الصلاة والسلام ، فكانت صفةُ البِرِّ مِنْ أَبْرَزِ صفاتِهم، فكان نَبِيُّ اللهِ عيسى عليه السلام بارَّاً بوالدتِه كما أخبر بذلك القرآنُ الكريمُ (وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً) (مريم:32)، وأثنى اللهُ علَى نَبِيِّهِ يحيى عليه السلام فقال جل جلاله: (وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيّاً) (مريم:14)، وهذا سيدُ الأنبياءِ وخاتَمِهم ”زَارَ قَبْرَ أُمِّهِ فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ“ (رواه مسلم) . 

هكذا يكون البِرُّ بالوالدَينِ، وهذه هي أمثلتُه ونماذجُه من حياة الأنبياء الذين جعلهم اللهُ تبارك وتعالى أسوةً وقدوةً للبشر. 

وقد عَدَّ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- شَتْمَ الوالدينِ من الكبائرِ، ففي الحديث الشريف: ”مِنَ الْكَبَائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ وَالِدَيْهِ“، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: هَلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ : ”نَعَمْ يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ“ (رواه مسلم) . 

وإنَّ من العقوقِ النَّظَرَ إلى الوالدين نَظْرةً تُؤْذِيهِما، فعن عائشةَ -رضي الله عنها- قالت: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: ”مَا بَرَّ أباهُ مَنْ حَدَّ إليه الطَّرْفَ“ (رواه البيهقي). 

فالعُقُوقُ كما يكونُ بالقَولِ والفعلِ يكونُ بمجردِ النظرِ بغضبٍ ، وإن من رَغِبَ عن والديه أو تبرأ منهما لا يكلمه اللهُ يومَ القيامةِ ولا يزكيه وله عذابٌ شديدٌ فعن سهل بن معاذ عن أبيه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ”مِنَ العِبادِ عبادٌ لا يُكَلِّمهمُ اللهُ يومَ القيامةِ، ولا ينظرُ إليهم، ولا يزكيهم، ولا يطهرهم“ قيل: من أولئك يارسول الله؟ قال: ”المتبرئ من والديه رغبة عنهما، والمتبرئ من ولده، ورَجُلٌ أنعمَ عليه قومٌ فكفر نِعْمَتَهُم وتبرأ منهم“(رواه أحمد والبيهقي والطبراني). 

أيها الإخوة المؤمنون: إن حَقَّ الوالدين عظيمٌ ، ومعروفَهُما – مهما أَحْسَنَّا إليهما – أكبرُ من أن يُكافأَ، وإن مِنْ حَقِّهِما المحبةَ والتقدير ، والطاعةَ والتوقير، والتأدبَ في حضرتهما ، وصِدْقَ الحديثِ معهما ، وتحقيقَ رغباتِهما في المعروف، والإنفاقَ عليهما قَدْرَ الاستطاعةِ، وإن من البر بهما كذلك دفعَ الأذى عنهما ، واللينَ في الحديث معهما ، يقول سبحانه :(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً? (الإسراء: 23-24). 

نَعَمْ التذللُ لهما، وخَفْضُ الجَناحِ لهما، والعطفُ عليهما، والدعاءُ لهما في حياتهما وبعد مماتهما، هذا كُلُّه من البر بهما،ولا تنس رعاك اللهُ قولَ اللهِ جل وعلا :(وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) وقولَ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: ”إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ“ (رواه مسلم). 

وهذه أمثلةٌ من حياة السلف الصالح رضوان الله عليهم وكيف كانوا قدوةً يُحْتَذَى بهم وبخاصة في بر الوالدين تنفيذاً لأمر الله سبحانه وتعالى، ومما تعلموه من مدرسة الفضائل المحمدية، حيث زَرَعَ فيهم رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- الفضائلَ والمحبةَ والرحمةَ وعلى رأسِها فضيلةُ إكرامِ الوالدينِ، والسَّعْيِ لِرضاهُم وطاعتِهم ومحبتِهم، واحترامِ ومحبةِ مَنْ وادَّهُم وصَادَقَهُم وأحبَّهُم فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ-رض- قَالَ: إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: ”إِنَّ مِنْ أَبَرِّ الْبِرِّ صِلَةَ الرَّجُلِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّىَ“، وَإِنَّ أَبَاهُ كَانَ صَدِيقًا لِعُمَرَ“ (أخرجه مسلم). وهذا زَيْنُ العابدين عليُّ بنُ الحسينِ قيل له : إنك من أبر الناس بأمك ولسنا نراك تأكل معها في صَحْفَةٍ ؟ فقال : أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقتْ إليه عينُها فأكونَ قد عَقَقْتُها !. 

وكان طَلْقُ بنُ حبيب لا يمشي فوقَ ظهرِ بيتٍ وأُمُّهُ تَحْتَه إجلالا لها وتوقيرا! . وَبَكَى إِياسُ بنُ معاوية حين ماتتْ أُمُّهُ بكاءً شديداً ، فقيل له في ذلك فقال: كان لي بابان مفتوحان إلى الجنة فَأُغْلِقَ أحدُهما، فَحُقَّ لعينٍ بُكاها ! 

عبادَ اللهِ: أين هذا كُلُّه في زمانٍ فيه بعض الناسِ يُلْقُونَ بآبائهم وأمهاتهم في دار العَجَزَةِ والمسنين ثم لم يُلْقُوا لهم بالاً ؟ مع أن اللهَ جل وعلا قال: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ ) نعم عندك وليس عند دار العجزة والمسنين. 

وأين هذا كُلُّه من أناسٍ رَفعوا الأصواتَ على الوالدين وتَأَفَّفُوا وتَضَجَّرُوا ممايريدون ؟ ألم يعلمْ أمثالُ هؤلاء أن عقوقَ الوالدين من أكبر الكبائر ؟ فعن عَبْدِ اللَّهِ بن عمر -رضي الله عنه-ِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ”ثَلاَثَةٌ لاَ يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ وَالدَّيُّوثُ وَثَلاَثَةٌ لاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَالْمُدْمِنُ عَلَى الْخَمْرِ وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى“ (أخرجه النسائي). 

وفي حديثٍ آخَرَ عن جابرٍ -رض- قال: خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-فقال: ”يامعشرَ المسلمين إياكم وعقوقَ الوالدينِ ، فإن رَيحَ الجنةِ تُوجدُ من مسيرةِ ألفِ عامٍ ، واللهِ لا يَجِدُ رِيحَها عاقٌّ“ (أخرجه أحمد). 

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- صَعِدَ المِنْبَرَ فقال: ” آمين آمين آمين“ قيل: يارسولَ اللهِ إنك حين صعدت المنبرَ قلتَ: آمين آمين آمين ؟ فقال : ”إن جبريلَ أتاني فقال: مَنْ أدركَ شهرَ رمضانَ ولم يُغْفَر له فدخل النارَ فأبعدَه اللهُ، قلْ: آمين، فقلتُ: آمين ، ومَنْ أدركَ أبويه أو أحدَهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلتُ: آمين . ومن ذُكِرْتَ عنده فلم يُصَلِّ عليك فماتَ فدخلَ النارَ فأبعدَهُ اللهُ، قل: آمين، فقلتُ: آمين“(رواه البخاري). 

فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن البر بجميع وجوهِهِ : زيادةٌ في العمر، وكثرةٌ في الرزق، وصلاحٌ في الأبناءِ، فمن بَرَّ والديه بَرَّهُ أبناؤُه، والعقوقُ خيبةٌ وخسارةٌ وخذلانٌ. 

وقد قيل : إن الله لَيُعَجِّلُ هلاكَ العبدِ إذا كان عاقًّا لِيُعَجِّلَ له العذابَ، وإن اللهَ لَيزيدُ في عمر العبد إذا كان بارًّا لِيزيدَه بِرًّا وخيرا ، وقد توعد الله تعالى بتعجيلِ العقوبةِ للعاقِّ في الدنيا قبل الآخرة ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ”اثنانِ يُعَجِّلُهُما اللهُ في الدُّنْيا: البَغْيُ وعُقُوقُ الوالدين“ (رواه البخاري في تاريخه). 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم . 
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. 


الخطبة الثانية 

الحمد لله الذي رضي لنا الإسلام دينا ، وجعله كافلا لكل محاسن الأخلاق وداعيا لبر الوالدين وحفظ العهود والميثاق ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، دعا المؤمنين إلى البر وحذرهم من العقوق، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً. 

أما بعد ، فيا أيها المسلمون : تزودوا من التقوى فهي خير زاد ، وتواصوا بها فهي خير وصية ، قال تعالى : (إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ) (النحل : 128 ) . 

وقال عز شأنه :(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ) (القمر : 54 - 55 ) . 

وقال النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: ”اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ، وأَتْبِعْ السَّيئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُها، وخَالِقِ النَّاسَ بُخُلُقٍ حَسَنٍ“ (رواه الترمذي) 0 هذا وصَلُّوا وسَلِّموا على من أُمِرْتُم بالصَّلاةِ عليه في مُحْكَمَ التَّنْزِيلِ، قال تعالى: ]إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً[ (الأحزاب:56).

اللهمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على سيدِنا محمدٍ وعلى آلِه وصَحْبِهِ أجمعين، وارضَ اللهمَّ عن الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، واجْمعِ اللهمَّ أُمَّتَنا على الخيرِ وسَدِّدْ على طريقِ الحقِّ خُطاها، اللهم اغْفِرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ والمسلمينَ والمسلماتِ الأحياءِ منهم والأموات، اللهم لا تَدَعْ لنا ذَنْبَاً إلا غفرتَه، ولا دَيْنا إلا قضيتَه، ولا مريضا إلا شفيتَه ، ولا حاجةً من حوائجِ الدنيا إلا قضيتَها ويَسَّرْتَها لنا يا أرحمَ الراحمينَ، اللهمَّ اسْقِنَا الغَيثَ ولا تجعلْنا من القانطينَ، اللهم اسْقِنا غَيْثاً مُغِيثاً مَرِيعاً سَحّاً عامّاً غَدَقاً طَبَقاً مُجَلِّلاً دائماً إلى يوم الدِّين، اللهم اجعل بلدَنا هذا آمِنَاً مطمئناً وسائرَ بلادِ المسلمين، وَوَفِّقْنا جميعاً للسير على ما يُحَقِّقُ الخيرَ والرِّفْعَةَ والسَّدَادَ لهذه البلادِ وبلادِ المسلمين 

عبادَ اللهِ: ( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) .

commentaires: 0

Enregistrer un commentaire